الدرس الثالث هل حدث أنك أعطيت هدية لشخص ما ثم عرفت مؤخ ار أنه لم يستعملها مرة قدم لي أحد األصدقاء

بناء فكرك الالهوتي الدرس الثالث "الثقة في اإلعالن " هل حدث أنك أعطيت هدية لشخص ما ثم عرفت مؤخ ار أنه لم يستعملها مرة قدم لي أحد األصدقاء مشغوال للغاية. ولذا حشرتها في خ ازنة ونسيتها. حتى مضى عام لوحة فنية في وقت كنت فيه كامل عندما ز أرين صديقي في بيتي ثانية. كان ينظر حوله وسألني " هل أعجبتك اللوحة الفنية أعطيتها لك في العام ألماضي " وجأ بته "أية لوحة فنية هذه " قال وهو ينظر ألي "أظن أن هذا يجيب على سؤالي. فلو أنك أعجبت بها فبالتأكيد كنت ستعرضها." أل يت شي مثل هذا يصدق في مجال الفكر الالهوتي المسيحي. فنحن كتابعين للمسيح نؤمن أن هللا قد أعطى إعالنه الذاتي ونحن نظهر تقديرنا لهذا اإلعالن بقدر استعمالنا له. هذا هو درسنا الثالث في سلسلة كيف تصنع فكرك الالهوتي وقد وضعنا له عنوانا "الثقة في اإلعالن." وسوف نكتشف كيف نستفيد من اإلعالن اإللهي. وينقسم هذا الدرس ألى ثالثة أج ازء رئيسية. أوال سنقوم بد ارسة ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن اإلعالن وأين نجده. ثانيا سوف نفحص فهم اإلعالن اإللهي. وثالثا سن ىر اإلعالن اإللهي. اكتشاف اإلعالن كيف ننشئ الثقة في األحكام الالهوتية النهائية أل يت نستنتجها من دعونا نبدأ بالنظر في أين نجد اإلعالن. كان الالهوتيون المسيحيون فيما عدا استثناءات قليلة قد اتفقوا بطريقة أو بأخرى أن اإلعالن اإللهي يجب أن يلعب دو ار محوريا في مجال الفكر الالهوتي المسيحي. أما المعتقد بأن هللا قد أعلن ذاته وااردته لنا يصلنا من خالل شهادة العهد القديم األمينة ومن خالل يسوع وكتاب العهد الجديد. لكن يجب أن نعرف أين نجد هذه العطية الثمينة من اإلعالن. سوف نتناول ثالثة نقاط. أوال عقيدة اإلعالن العام. ثانيا عقيدة اإلعالن الخاص. وثالثا أالرتبأط المتبادل بين هذين الشكلين من اإلعالن. اإلعالن العام 1

من الطرق الرئيسية أل يت أعلن هللا نفسه للبشرية ما ندعوه يدل على أن هللا أعلن نفسه من خالل المخلوقات ألطبيعية غالبا " اإلعالن العام." المصطلح "العام" إلى أإلعالن "باإلعالن الطبيعي" ألنه يأتي بواسطة الطبيعة أو الخليقة. لكي جميع الناس. وأحيانا ندعو هذا تعلم عدة نصوص كتابية عن اإلعالن العام. على سبيل المثال في مزمور 1 19: 6 وأعمال 15:14 17 و أع 26 :17.27 لكن ربما يظهر الوصف الكامل في رومية 18 :1.32 نفحص هذا التعليم سوف نلمس جانبين: األول ألوسيلة وألثاني محتوى اإلعالن العام. في المقام األول يعلم الكتاب المقدس أن وسيلة اإلعالن العام هي كل بعد من أبعاد الخليقة. أستمع كيف عبر بولس عن هذا األمر فى رومية 18 1: 20. " 18 ل ن غ ض ب \هلل م ع لن م ن \لس م اء... 19 إ ذ م ع ر ف ة \هلل ظ اه ر ة ف يه م ل ن \هلل أ ظ ه ر ه ا ل ه م. 20 ل ن م ن ذ خ ل ق \ل ع ال م ت ر ى أ م ور ه غ ي ر \ل م ن ظ و ر ة و ق د ر ت ه \لس ر م د ي ة و ال ه وت ه م د ر ك ة ب ال م ص ن وع ات " تخبرنا هذه الكلمات أن هللا يعلن ذاته لنا بواسطة "المصنوعات." ينشأ اإلعالن من خالل المجرات الهائلة في الفضاء الخارجي ومن خالل مكونات العالم بالغة الصغر )ميكروسكوبي( العالم المادي الطبيعي أبعاد الخليقة الروحية والمثالية المجردة وحتى وجودنا الشخصي ككائنات بشرية. لكن كلنا يعرف كيف أن الغابات البحي ارت األشجار الجبال والبرية كثي ار ما توجه أفكارنا نحو هللا لكننا كثي ار ما نفشل في هللا أيضا. إد ارك أن المدنية و ألتكنولوجيا والحضارة البشرية كلها معا توحي إلى في )رومية 1 ( كان في فكر بولس أكثر من مجرد الخليقة في حالتها الطبيعية وقال بولس أن الناس ينظرون ألى ما يفعله البشرويفهمون بعض م \هلل أ ن الكلمات " 32 ال ذ ين إ ذ ع ر ف وا ح ك ف ق ط ب ل أ ي ضا ي س ر ون ب ال ذ ي ن ي ع م ل ون! " ألشي عن إ اردة هللا. كتب بولس في )رو 32( 1: هذه أل ذ ين ي ع م ل ون م ث ل ه ذ ه ي س ت و ج ب و ن ال م و ت ال ي ف ع ل ون ه ا تدل هذه الكلمات على أن اإلعالن العام يصلنا من خالل الناس ما يفعله بالطبيعة وليس من خالل الخليقة في حالتها الطبيعية. فعلوم التكنولوجيا البشرية والعلم وفن العمار والسياسة وحياة أل يت األسرة والفن والطب والموسيقى وكافة اإلبداعات األخرى ال تعد من ألحضا ارت البشرية كلها تقوم أيضا بدور الوسيط لإلعالن اإللهي العام. و يف المقام ألثاني يجب المالحظة أنه في ( رو 1 ( أشار بولس ألى ألمحتوى األساسي لإلعالن العام. لم يكن بولس محددا تماما بما يعرفه الناس من خالل اإلعالن العام. وبرغم ذلك أوضح 2

بولس أن اإلعالن العام يكشف على األقل عن نوعين من المعلومات للجنس البشري: صفات هللا وتوافق مسئولياتنا األخالقية. من ناحية فكما عبر بولس في ( رو ) 20 : 1 تعلن الخليقة "صفات هللا غير المنظورة... قدرته السرمدية والهوته." خالصة القول كل شخص على األرض يعرف بعض األبعاد عن صفات هللا ألنه كما عبر بولس في )رو 1 : 19( "لن هللا أظهرها لهم" في اإلعالن العام. وعلى سبيل المثال تدابير الطبيعة للحياة البشرية تظهر صالح هللا وحجم الخليقة يعلن عظمته كما تكشف تعقيدات الخليقة عن حكمته وتعكس قوة الطبيعة قوته اإللهية. ومن الناحية األخرى باإلضافة ألى إظهار صفات هللا غير المنظورة ينقل اإلعالن العام أوجها من مسؤلياتنا األخالقية أمام هللا. فلنرى مرة أخرى كيف يعبر بولس عن ذلك فى )رو 32( 1: حيث تكلم عن طبيعة الجنس البشري الشريرة: "الذين إذ عرفوا حكم هللا أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت ال يفعلونها فقط بل أيضا يسر ون بالذين يعملون." و يف عبارة أخرى تكشف األوجه العديدة للخليقة مسئوليات أخالقية نتحملها أمام هللا. مثال الفروق ألجسمأنية بين الرجل وألمر اة في تكشف الت ازمنا بالممارسة الطبيعية للجنس اآلخر. وأعتمأدية األطفال على رعاية والديهم لهم تكشف الت ازم الوالدين نحو أوالدهم ومسئولية األبناء في إك ارم والديهم. كما تكشف آالم البشر في المجاعات والحروب الت ازمنا أن نظهر الرحمة. في كل مكان ننظر إليه نجد الخليقة تدعونا أن نعمل حياتنا وفق معايير هللا األخالقية التي يظهرها في الخليقة ومن خاللها. اإلعالن الخاص اآلن علينا أن نتوجه ألى "اإلعالن الخاص". هذا الشكل من اإلعالن اإللهي كان قد تسمى ب "الخاص" بصورة عامة ألنه لم يكن قد أعطي لكل الناس في كل األماكن ولكنه قد أعطي لمجموعات خاصة معينة من االبشر. وكان اإلعالن الخاص قد أخذ أشكاال كثيرة عبر التاريخ لكن كشف هللا عن نفسه في أوضح وأكمل صورة من خالل ابنه يسوع المسيح. لنستمع ألى )عب 1 : 1 3( عن النظرة المسيحية لإلعالن الخاص: "هللا بعدما كلم اآلباء بالنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه اليام الخيرة في ابنه ألذي جعله وارثا لكل شي ألذي به أيضا عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره..." 3

تكلم هللا مباشرة للناس أعطاهم أحالما فائقة وفتح عيونهم للرؤيا وتكلم من خالل األنبياء والكهنة والملوك والحكماء. لكن ليس واحدا من هذه اإلعالنات يمكن مقارنته باإلعالن المجيد الكامل والفائق ألذي في يسوع المسيح ابن هللا. ولهذا السبب إعالن هللا في المسيح هو اإلعالن القياسي لعلم الالهوت المسيحي. يقودنا هذا االلت ازم بالمسيح كإعالن هللا األسمى ألى عدد من المتضمنات الهامة. لكن من أجل تصميمنا يجب أيضا أننا نلتزم بأحد أهم المتضمنات العملية وهو الكتاب المقدس كإعالن هللا. وكل شخص له ألفة حميمة بيسوع يعرف انه لم يجادل سلطة الكتاب المقدس لكنه أخضع نفسه تماما لهذه األسفار ودعا آخرين أيضا أن يفعلوا بالمثل. ومثاله يعلم اتباعة أن نعتمد على األسفار المقدسة من التكوين ألى مالخي كمرشد لنا في كل ما نفكر فيه ونفعله ونشعر به. وما هو أبعد من ذلك وكمعلمنا العظيم اختار يسوع تالميذ خصوصيين اي رسله لصياغة إعالن ذو سلطة للكنيسة وأن يكون إعالنهم هذا ملخصا معصوما بالعهد الجديد. بأتباع ألمسيح نتقبل كتب العهدين القديم والجديد كإعالن هللا الخاص لشعبه. ارتباط اإلعالنين واذ قد أرينا أنه في يومنا يمكننا الحصول على إعالن هللا في كل من الخليقة والكتاب المقدس يجب اآلن أن نتوجه بانتباهنا ألى أالرتبأط بين اإلعالنين الخاص والعام. وسوف نلمس وجهين في هذه المسألة: التداخل والحاجة ألى كل من شكلي اإلعالن. دعونا ننظر أوال فى التداخل بين اإلعالن العام واإلعالن الخاص. التداخل من المهم أن نرى اإلعالنين العام والخاص يتداخالن معا بمغزى هام. ولكي ن ىر نعترف بالتنوع الموجود في محتوى كل من شكلي اإلعالن. فمن جانب يتناول اإلعالن الخاص في البصائر فوق العادية طبيعية غير عأدية في هذا علينا أن األسفار المقدسة موضوعات كثيرة تكون سلسلة متصلة بين والعامة. بعض أج ازء الكتاب المقدس سرية وكانت قد أعطيت بطرق فوق دانيأل يوئيل والرؤيا. وتحتوي على مواد آتت من رويا واعالنات أخرى فوق عادية. وبهذا المعنى نسمي هذه األج ازء من الكتاب المقدس "اإلعالن الخاص جدا." باإلضافة ألى هذه هناك ن وع قد ندعوه )إعالنا أوسط( يظهر في األسفار المقدسة حيث نجد مزيجا من السرية وألبصيرة معطى بالروح باألكثر من خالل طرق عادية. ع ىل سبيل المثال األسفار 4

الكتابية التاريخية مثل الملوك وانجيل لوقا. ذكر كتاب هذه األسفار بوضوح أنهم جمعوا الكثير من معلوماتهم من مصادر بشرية عادية. فيذكر سفر الملوك سجل التاريخ الملكي إلس ارئيل ويهوذا. أما لوقا فيذكر شهود عيان لحياة المسيح والذين جمع منهم معلوماته. هذا وقد أضيفت بصائر فوق طبيعية كما أرشد روح هللا كتاب األسفار المقدسة. لكن تجمع هذه األج ازء الكتابية مزيجا من السري ولأ عادي. أبعد من ذلك هناك أج ازء واسعة من النصوص الكتابية تتكون باألحرى من بصائر عامة موحى بها. الن الروح القدس كثي ار ما أرشد كتاب الكلمة المقدسة لمالحظات صحيحة عن اختبا ارت عادية. ففي سفر األمثال 25 : 30 على سبيل المثال يقول الحكيم هذه الكلمات " النمل طائفة غير قوية ولكنه يعد طعامه في الصيف". هذه وفق ارت أخرى تحتوي ع ىل األشياء أل يت يالحظها أي شخص عمليا في هذا العالم. ويمكننا القول أن هذه األج ازء من الكتاب المقدس هي "اإلعالن الخاص المعمم." واآلن تماما مثل اإلعالن الخاص يضم اإلعالن العام أيضا تنوعا واسعا من المضمون. فمن جانب واحد يحتوي اإلعالن العام على بعض العناصر الشائعة. فقد عرف كل شخص تقريبا أن العالم ضخم مغطى بقبة السماء أل واسعة. ويستطيع معظم الناس أن يتذكروا أوقاتا عندما اختبروا ضميرهم األخالقي. ونستطيع أن نتكلم عن هذه أالختبارأت العالمية بالقول أنها "اإلعالن العام جدا." هنا في مركز مجال اإلعالن العام مزيج من العناصر فوق العادية والعامة. هذه اختبا ارت الخليقة ممنوحة فقط لبعض الناس. وعلى سبيل المثال تعلن رياح األعاصير المرعبة عظمة قوة هللا. لكن الكثير من الناس لم يختبروا أبدا األعاصير. كذلك تعلن مرتفعات جبال معظم الجنس البشري اإلعالن العام لكل الناس كل الوقت. لم يروا هذه الجبال رؤية العيان. وألننا كلنا نواجه ألهمااليا مجد هللا لكن تحديدات كثيرة فال ينكشف أما على ألجانب اآلخر فهناك باألحرى عناصر فوق العادية لإلعالن العام. مثال تعتقد بعض الديانات غير المسيحية أن هناك إلها واحدا فقط. تميز ديانات عديدة بين الديني وألدنيوي والمقدس بطرق تتشابه مع اإليمان المسيحي الصحيح. فالجريمة مدانة في معظم الديانات. كما أن أسس العدالة اإلجتماعية ممجدة في أوساط معتقدات كثيرة. في عالم الكتاب المقدس قديما تشابهت 5

ديانات أخرى ف يف مع اإليمان الكتابي الصحيح بطرق ملحوظة. وحتى في يومنا تحكي تقارير المرسلين أن بعض الناس الذين لم تصلهم رسالة اإليمان المسيحي هذه الحاالت قد نتكلم بما ندعوه "اإلعالن العام الخاص". عندهم معتقدات مماثلة لإليمان المسيحي. وهكذا بينما نظهر دور كل من اإلعالنين الخاص والعام في الالهوت نحتاج أن نتذكر أمرين من األمور المنسية كثي ار. فمن جانب نحتاج أن نتذكر أن الكتاب المقدس يعلمنا بعض األمور أل يت الهي سرية وال هي معروفة بطرق أخرى. ويعلمنا وبسلطة إلهية عن أمور شائعة نسبيا ويمكن تمييزها من خالل اإلعالن العام أيضا. العام ومن الناحية األخرى نحن نحتاج أيضا أن نتحقق أن اإلعالن العام فيه الكثير لتعليمنا عن أمور نحفظها في دائرة سلطة الكتاب المقدس. هذا هو السبب ألذي ألجله يجب أن ننظر ألى اإلعالن بمساعدة الكتاب المقدس من أجل إرشاد إلهي حتى في األمور األخالقية والدينية. الحاجة اآلن يجب أن نتوجه ألى اهتمام ثان. لماذا نحتاج ألى شكلي اإلعالن للفكر الالهوتي فمن جانب واحد نحتاج اإلعالن الخاص ألنه يفوق اإلعالن العام في عدة طرق. فهو إعالن مصمم لكي يوضح من هو هللا وما هي مشيئته بما هو أبعد مما يقدمه اإلعالن العام. وحتى قبل الخطية لم يكن الفكر الالهوتي ينتج عن مالحظة الخليقة بمعزل عن اإلعالن الخاص. ذلك أن هللا أعطى آدم أيضا كلمته الخاصة بتعليمات محددة بخصوص شجرة معرفة الخير والشر وحفظ الجنة واإلكثار واإلنتقال ألى ما و ارء حدود الجنة وممارسة ألسيادة ع ىل كل األرض. أبعد من ذلك عندما بدأت الخطية تدخل العالم ركز اإلعالن الخاص أيضا على خطة هللا للفداء في المسيح. وباألخص فمنذ السقوط في الخطية فعملية صنع الفكر الالهوتي من خالل اإلعالن العام وألذي أطلق عليه أحيانا علم الالهوت ألطبيعي يجب أن يكون موجه باإلعالن الخاص. ومع احتياجنا بالكتاب المقدس في أذهاننا علينا أيضا أن ننظر ألى احتياجنا لإلعالن العام. لماذا هو أمر غير كاف أن نصنع فكرنا الالهوتي من الكتاب المقدس فما هي إذن معطيات اإلعالن العام غير الموجودة في الكتاب المقدس قد يبدو من الغ اربة أننا نحتاج اإلعالن العام ألسباب مماثلة جدا الحتياجنا لإلعالن الخاص. فقد صمم إعالن هللا في الخليقة لكي يساعدنا أن نفهم 6

شخص هللا ومشيئته وذلك فيما يختص بما هو أبعد مما يقدمه الكتاب المقدس وبما هو غير موجود فيه. واآلن وكما قلنا أننأ ال يجب أن نقترب من الطبيعة أو اإلعالن العام بدون سلطة إرشادية من الكتاب المقدس. وبنفس الوقت علينا أن نتحقق أن األسفار المقدسة تخاطب عددا محدودا من األشياء مباشرة. كذلك يوفر اإلعالن العام القرينة أل يت يتطلبها اإلعالن الخاص لكي ينقل رسالته. ع ىل يبدو دور اإلعالن الخاص على األقل بطريقتين. من ناحية إن ما نتعلمه من اإلعالن العام يجعلنا قادرين أن نفهم اإلعالن الخاص. فكر في األمر بهذه الطريقة. فكلنا يعرف أنه لكي يكون ألي شخص دخول ألى إعالن الكتاب المقدس يجب عليه أن يكون قاد ار على الق ارءة أو على األقل فهم اللغة بدرجة ما. معظمنا تعلم اللغة من الوالدين أو شخص مهتم وبمساعدة عناصر أخرى من الخليقة. فنحن نستطيع أن نقترب للكتاب المقدس فقط عندما نكون قد تعلمنا من أوجه اإلعالن العام. وما كنا حتى لنملك كتب مقدسة لنق أرها لو لم يكن ا لناس قد تعلموا من اإلعالن العام. فالمترجمون للكتاب المقدس يتعلمون كيف يترجمون وأصحاب المطابع يتعلمون كيف يطبعون من اإلعالن ألعام. يجب علينا أن نولي ألتفأتنا لإلعالن العام ألنه يجهزنا لكي ندرس اإلعالن الخاص. ومن ناحية أخرى تظهر ضرورة اإلعالن العام أيضا لتطبيق ناجح للكتاب المقدس. الكتاب المقدس بحياتنا علينا أن نعرف شيئا عن الخليقة أل يت ولكي نطبق نطبق عليها مثل هذه المبادئ. ويخبرنا الكتاب المقدس أنه على الرجال أن يحبوا نسائهم لكن لكي يطبق هذا المبدأ الكتابي علينا أن نعرف بعض األشياء من اإلعالن العام. ما هو الزوج ما هي الزوجة بهذا المعنى فالتطبيق األمين للكتاب المقدس يعتمد دائما على إعالن هللا العام. وفي كلمة موجزة نرى أن هللا قد أعلن نفسه في كل من اإلعالنين العام والخاص وأنه يتوقع منا أن نكتشف إعالنه في كل من الخليقة واألسفار المقدسة. وقد عين هللا أننا نتمسك بشدة باإلعالنين ونحن نصنع فكرنا الالهوتي. استخ ارج الفكر الالهوتي من ألكتاب ألمقدس 7

قد أرينا أنه يجب على المسيحيين أن يكتشفوا إظهار هللا لذاته في إعالنيه الخاص والعام معا علينا أن نتوجه ألى عنواننا ألثاني : كيف علينا أن نفهم إعالن هللا هناك فارق هام يجب أن نبينه هنا. أن يعطيك شخص ما هدية هذا شي لكن أن تستعمل الهدية بطريقة مالئمة فهذا شي آخر. هكذا بالنسبة هلل فهو شي أن يعطي إعالنه لكنه شي آخر أننا نستعمل هذا اإلعالن بطريقة مالئمة في مجال صناعة الفكر الالهوتي. فإد ارك كل من اإلعالنين العام والخاص بما هو أبعد من هذه المستويات األساسية ليس أم ار سهال فهذه عملية فكر معقدة. ولكي نفهم كيف تتم عملية استخ ارج الفكر الالهوتي من اإلعالن سوف نركز انتباهنا في ثالث وثانيا نكشف إنارة ألروح ألقدس وثالثا سوف أوال سوف نكشف عن عائق الخطية اتجاهات. نبين أثر هذه الديناميكية على فكرنا الالهوتي. دعونا نفحص أوال كيف أن الخطية تعوقنا ونحن نسعى ألى صنع فكر الهوتي من إعالن هللا. إعاقة الخطية بقدر ما هو أمر مؤسف الخطية قد تركت أث ار بالغا في القسوة على الجنس البشري حتى أنه لو كان هللا قد ترك أثر الخطية بدون معالجة والتي بدونها ستكون كل محاولة فهم إعالن هللا باطلة. تسمى هذه المشكلة "ألتأثير ألعقلي في الخطية" ومشتقة من ألكلمة أليونانية."νους" ولكي نفضي بمكنون هذأ ألتأثير ألعقلي في ألخطية سوف ننظر أوال فى كيف أن الخطية تعمي عقولنا عن رؤية اإلعالن العام ثم تفعل نفس ألشي بالنسبة لإلعالن الخاص. اإلعالن العام قال بولس في رومية 18:1 أن األمم الخطاة الذين يعرفون الحق عن اإلعالن العام "طمس الحق بالشر". وبكلمات أخرى تجبرنا الخطية على طمس الحق ألذي هو معلن بوضوح من خالل الخليقة فننكر اإلعالن العام ونتحول عنه بعيدا. وكتب بولس أيضا أنه كما يتعدى غير المؤمنين المبادئ األخالقية المعلنة في الطبيعة "..أسلمهم هللا أيضا في"شهوات قلوبهم إلى النجاسة " "إلى أهواء الهوان" أسلمهم هللا إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما ال يليق.")رو (. 28 26 24 1: الشهوة والفساد توجه قلوبنا حتى أننا غيبنا الرؤية أو أنحرفنا بها. وليس األمر أننا ال نستطيع أن نرى حق اإلعالن العام ألننا نرى هذا الحق. في ألواقع إلى ألدرجة التي نحرم أنفسنا من نعمة هللا نحن نلوي الحقائق عن اإلعالن العام ونجعل منها أمو ار متتطابقة مع رغباتنا المنحرفة. 8

ي ف اإلعالن الخاص نتوجه اآلن بانتباهنا إلى اإلعالن الخاص. كيف وخاصة إعالن هللا في الكتاب المقدس تؤثر الخطية في استخدامنا لإلعالن الخاص يبين الكتاب المقدس أن البشر الخطاة يقاومون تعليم األسفار المقدسة إذا تركت بدون رحمة هللا. مثال علق يسوع على ذلك في يوحنا 40 39 : 5 عندما قال إن الفريسيين اختلسوا العهد القديم. وعلق بطرس على كتابات بولس بنفس المعنى في 2 بط 16 15 : 3 عندما قال إن الناس حرفوا كتابات بولس كما فعلوا بأسفار أخرى. هذه المشكلة خطية سوء التفسير للكتاب المقدس ليست قاصرة على غير المؤمنين لكنها بالمثل تصيب المؤمنين أيضا. يقفز ألى عقولنا مثال عن كيف أن كثيرين من الالهوتيين األوروبيين واألمريكان اعتقدوا أن الكتاب المقدس يؤيد تجارة العبيد األفريقيين. فكيف كان ذلك ممكنا اإلجابة هي أن الخطية أعاقت قدرتنا على التعامل مع الكتب المقدسة. ليس مهما قدرتنا العقلية في معرفة عمق الكتاب ألمقدس لكن المهم أننا يجب أن نقتنع تماما أننا كلنا قد عوجنا اإلعالن الخاص وحرفناه بطريقة ما. أن تأثي ارت الخطية على عقولنا تفسر لنا الكثير من المشاكل أل يت نواجهها ونحن نستخرج الفكر الالهوتي من إعالن هللا. ال نفهم دائما إعالن هللا الخليقة أو في الكتاب المقدس. هذه هي الحقيقة المؤسفة في مجال صنع الفكر الالهوتي في عالم ساقط. اإلنارة الروحية ال بد أننا نتوجه نحو أفضل آمالنا في فهم إعالن هللا أال وهو: إنارة الروح القدس. كثي ار جدا ال يفهموا المسيحيون أهمية ألروح ألقدس. بدال من هذا نضع ثقتنا في قد ارتنا الطبيعية. و يف روح أإلنارة العصرية نظن أننا قادرون أن نصنع فك ار الهوتيا صحيحا إذا كنا عقالنيين واذا نطبق طرق معرفة حسنا في تفسيرنا لإلعالن اإللهي. لكن في حالتنا الساقطة تعمي الخطية عقولنا بما في ذلك قد ارتنا اللغوية والمنطقية حتى أننا كثي ار نفشل في فهم اإلعالن بطريقة مالئمة. فقط إنارة روح هللا تستطيع إحضار النور لعيوننا العمياء. ولنكتشف إنارة الروح دعونا ننظر أوال كيف أنه يمنح بصيرة لإلعالن الخاص وكيف يفتح عيوننا لرؤية اإلعالن العام أيضا. 9

إ) اإلعالن الخاص في الفكر الالهوتي البروتستانتي التقليدي ألذي ا كثير ما يطبق مصطلح "أإلنارة" ع ىل عمل الروح القدس يمنح البصيرة لفهم اإلعالن الخاص. فالروح القدس يعمل بداخلنا يجدد عقولنا حتى نتمكن من فهم وقبول وتطبيق كلمة هللا. أستمع الطريقة أل يت إلى عبر بها بولس عن هذا الحق في فسس 17 : 1 و ( 18 "كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة واإلعالن في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد مي ارثه في القديسين." أالن أمر هام أن نتحقق أن إنارة الروح القدس لفهم اإلعالن الخاص يتم على مستويات كثيرة. فمن ناحية روح هللا يعمل بطرق غير أفتدائية لدرجة أن غير المسيحيين يفهمون أوجه كثيرة من اإلعالن الخاص. وبحسب سفر العدد 2 : 24 حل روح هللا على بلعام ألنبي الوثني مانحا إياه بصيرة. و يف يوحنا 11 تنبأ قيأفا صحيحا بخصوص صلب يسوع. وفي م ىت 21 فهم ألفريسيون أن مثل الكرامين األش ارر ينطبق عليهم. وبالمماثل تكلم كاتب العب ارنيين 4 : 6 ع ىل وجه التحديد عن إنارة الروح ألناس وضع أمر خالصهم للجدل فيما بعد. قد تدعو هذه األمثلة "أعمال الروح القدس العامة". ولهذا حتى غير المؤمنين يفهموا ويعلموا الفكر الالهوتي ألذي يتفق مع األسفار المقدسة. هذا ناتج عن عمل الروح القدس فيهم برغم أنهم غير مفديين. في ذات الوقت من إلمهم أن نتذكر أن الكنيسة هي هيكل الروح القدس. هو يمنح شعبه ألمفدي معرفة كلمة هللا المخلصة. سيكون صحيحا أن نتوقع أن الالهوتيين المؤمنين يتعلمون من الروح بطرق تفوق غير المؤمنين. فألن الروح وحده هو ألذي ينير عقولنا يجب على الالهوتيين المسيحيين بوعي وبإخالص أن يكرسوا أنفسهم باالتصال ألمستمر مع ألروح. فال يجب أن يكون الفكر الالهوتي المسيحي مشروعا "غير مشخص" حتى أننا ننجزه بقوتنا الشخصية الخاصة. فالمطلوب هو اتصال على مستوى عال وبحساسية مقدسة بعمل الروح القدس إذا كنا نأمل أن نصنع فك ار الهوتيا صحيحا من اإلعالن الخاص. 10

اإلعالن العام بينما نحتفظ في أذهاننا إنارة عمل الروح القدس في اإلعالن الخاص نتوجه اآلن ألى أإلنارة واإلعالن العام. يجب أيضا أن نرى أن الروح القدس أيضا يمنح الرجال والنساء ألقدرة بالتعامل مع اإلعالن العام بطريقة مالئمة. وهناك طرق كثيرة بها نرى هذا الحق فى الكتاب المقدس. طريقة واحدة مهمة أن الكتاب المقدس يتكلم عن هذه المسألة من خالل عقيدة الحكمة. في الكتاب المقدس الحكمة موهبة من هللا ومفهوم مناسب يركز خاصة ع ىل اإلعالن العام. روح هللا تعلم الحكمة. ففي دإنيأل 14 : 5 أدرك الملك الوثني بيلشاصر أن حكمة دانيآل كانت من مصدر إلهي. وفي أمثال 6 : 2 نق أر أن كل الحكمة تأتي من هللا. وبألمماثل بحسب الخروج 3 : 31 أنجز بصلئيل وأهوليآب إنجا از فنيا حسنا ألنهما كانا قد امتلئا بالروح القدس. إنارة الروح القدس ليس ضروريا فقط لإلعالن الخاص بل هو ضروري أيضا لإلعالن العام. أسمع إلى الطريقة التي تكلم بها كلفن في كتابه ألثاني الفصل ألثاني "مبادئ الديانة المسيحية" عن عمل الروح القدس كما يكتشف الناس كل أنواع الحق في اإلعالن العام: م ىت التقينا بمثل هذه األمور للمؤلفين الدنيويين في كتاباتهم دعونا نسمح لذلك لنور الباهر المشع منهم أن يعلمنا أن عقل اإلنسان برغم سقوطه وانح ارفه عن كماله هو مع ذلك مزود بثياب هبات هللا الممتازة ومزين بها. واذا اعتبرنا روح هللا كالنبع الوحيد للحق فسوف ال نرفض الحق نفسه وال نحتقره أينما ظهر مالم نكن نرغب في إهانة روح هللا... ولكن إن كان الرب قد سبق وأ ارد أننا نخدم من خالل الطبيعة وحوار الجدل والرياضيات وأمور أخرى مشابهة مثل فروع المعارف والتدريبات التهذيبية والتي يقوم بعملها وخدمتها غي ارلمؤمنين فدعونا نستفيد إذن بمساعدتهم..2( 15.2 )16 يعلم روح هللا كال من المؤمنين وغير المؤمنين أن الحق اإللهي في اإلعالن العام. ولهذا السبب يجب أن نبحث عن روح هللا حتى في المسائل المتصلة باإلعالن العام. كل هذا يجعلنا نقول بأن استخ ارج الفكر الالهوتي بنجاح من إعالن هللا ال يحدث بطريقة آلية ذاتية أو شي أنت وأنا نستطيع فعله بمجهودنا الشخصي. استخ ارج الفكر الالهوتي من اإلعالن بمثابة تجربة دينية متواضعة. بالواقع نحن بحاجة إلى إنارة روح هللا. 11

نتائج الديناميكيات الحادثة بين الخطية والروح القدس تجهزنا لكي نتوقع نتائج معينة. غالبا التوتر بين الخطية والروح القدس تسبب فهمنا اإلعالنين الخاص والعام وتبدو متضاربة. بناء الفكر الالهوتي سهل نسبيا طالما كانت كل معتقأدتنا الكتابية تتالءم مع مفهومنا لإلعالن العام. فليس من الصعب أن نعتقد أن الكتاب المقدس صحيح تاريخيا طالما ظهر أن الدليل العلمي يؤيد ذلك. وليس من الصعب أن نقبل أن السرقة هي عمل ال أخالقي الن كثير من الناس يروا في األم ارض أالجتماعية أسبابا للسرقة. حتى انه ا كثير ما نق أر أمر في الكتاب المقدس لكننا نكتشف أنه يبدو متناقضا تماما الختبارنا العام. كذلك غالبا نتعلم شيئا من واقع اختبارنا في الحياة مناقضا للكتاب المقدس. اآلن وكما قد أرينا العام. فكيف إذن يجب أن نتعامل مع في ال يمكننا التعامل مع هذه المشاكل ببساطة بالرفض لإلعالن الخاص أو ألصر أعات بين هذين المصدرين لإلعالن المقام األول يجب أن نقابل مثل هذه المواقف باإلعتقاد ال ارسخ يتنأقضأ. ففي كل من اإلعالنين اإلله ألذي يتكلم نتحقق أن هللا و يف ال يوجد عنده صعوبة في بالحق ألنه ال جمع كل من إعالن الخليقة نظر هللا وفي حقيقة األمر اإلعالنين ألعام والخاص متالئمان. فقط بأن اإلعالن العام والخاص ال يكذب. أكثر من ذلك يجب أننا والكتاب المقدس معا. أن وجهة المقام ألثاني يجب أن نتذكر أنه عندما نتكلم عما نعرفه من اإلعالنين العام والخاص نتعامل مع مفاهيمنا لإلعالن وهي مفاهيم يعوزها الكمال دائما. ومع أن اإلعالنين العام والخاص ال يتناقضان حقيقة إال أن مفاهيمنا تتضارب ألنها نابعة منا. نحن عندما نواجه تعأرضات ظاهرة بين اإلعالنين الخاص والعام فهناك أربعة طرق رئيسية لتقييم الموقف. أوال من الممكن دائما أن نكون قد أسأنا فهم اإلعالن الخاص. ثانيا قد تبرز ألصر أعات بسبب أن يصحح بالكتاب ألمقدس. سوء فهمنا لإلعالن العام. فكثي ار ما نستنتج من اختبارنا ألذي يجب 12

ثالثا ربما أسأنا فهم اإلعالنين الخاص والعام. فمعقول أن اختبا ارتنا للعالم ال تبدو متماثلة مع ما يعلمه الكتاب المقدس ألننا قد فشلنا ان نفهم الكتاب المقدس واختبارنا بطريقة صحيحة. اربعا ربما واجهنا غموضا ببساطة يفوق إد اركنا البشري. مثال اختبارنا لإلعالن العام ال يقودنا أن نتوقع أن األقانيم الثالثة هم كائن واحد ومع ذلك فهذا ما يعلمه الكتاب المقدس عن هللا. ألن عقيدة الثالوث هي سر يفوق إد اركنا. اآلن عمليا ال نستطيع أن نحدد دائما أي موقف من المواقف األربعة هو ألذي نواجهه. لذلك م ارت كثيرة نتصرف على أساس أين نلقي بعبء أالثبات. فهل نلقي بعبء اإلثبات على تفسيرنا للكتاب المقدس أ وع ىل تفسيرنا لإلعالن العام المسيحيون الذين غالبا ندعوهم )أكثر تحر ار( هم أكثر استعدادا لمفهومهم الشخصي لإلعالن العام من مفهومهم للكتاب المقدس. لكن المسيحيين الذين غالبا ندعوهم )أكثر تحفظا ( يميلون لقبول مفهومهم لإلعالن الخاص عندما يظهر الص ارع. اإلست ارتيجية الثانية هي الحكمة األفضل. فما لم يكن برهان تفسيرنا لإلعالن العام برهانا مهيمنا يجب أن نتبع لما يعلمه الكتاب المقدس. فقد سلمنا المسيح والرسل الكتاب المقدس باعتبار أنه المرشد لنا لفهم الحياة. وهكذا يجب أن نكون مستعدين أن نخضع للكتب المقدسة عندما تظهر صر أعات واضحة. وكما قال بولس في )2 تي 16( 3: " كل الكتاب هو موحى به من هللا ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب ألذي في البر لكي يكون إنسان هللا كامال متأهبا لكل عمل صالح." في ذات الوقت يجب أن نتذكر دائما أنه بسبب مفاهيمنا للكتاب المقدس المعيبة بالخطية قد نحتاج أن نعاود النظر في األمور من وقت آلخر. كانت ممارسة المؤمنين األمناء عبر العصور هو إخضاع أحكامهم لما اعتقدوا أن الكتاب المقدس يعلمه برغم أنهم كانوا يعرفون أنهم قد يحتاجون أن يصححوا مفهومهم للكتاب المقدس فيما بعد. هذه الحكمة فكرنا أالهوتي ع ىل ما نعتقد بإخالص أن الكتاب المقدس يعلمه. والخضوع يدعوننا أن نبني بناء الثقة الصعوبات الناجمة عن ديناميكية "الص ارع" بين الخطية والروح تلد لنا موضوعنا الثالث الرئيسي في هذا الدرس. كيف يمكننا بناء الثقة من مواقفنا الالهوتية أل يت نتمسك بها كيف نتأكد بأننا تعلمنا من خالل روح هللا 13

هناك شعار محبب عند المسيحيين اإلنجيليين يقول "هكذا قال هللا أنا أومن بذلك فهذا يحسم المسألة." هذه المقولة صحيحة في حاالت كثيرة. لكن هذا الشعار يغفل عن الحقيقة أننا لسنا دائما نفهم إعالن هللا بطريقة صحيحة كما يجب. وألننا فقط نفكر أن هللا قال شيئا هذا ال يعني أنه حقا قال. من ثم يجب أن نسأل سؤاال هاما. كيف يمكننا أن نبني الثقة بأننا قد فهمنا إعالن هللا فهما صحيحا لكي نكشف هذا الموضوع سوف نلمس ثالثة وجهات نظر. أوال سن ىر ثانيا سنبين كيف أن المستقيم المالئم للثقة. الثقة تنتج عادة من عملية ألم ارعاة. أن الثقة لها نوعية مماثلة. وثالثا كيف أننا يجب أن نؤسس الخط النوعية المماثلة في عدة طرق من المهم الفهم بان األحكام الالهوتية يجب أن تترك نوعية مماثلة وليس نوعية ثنائية. ولكي نفهم هذا الفارق سيكون من المفيد أن نطرح مماثلة لنوعين شائعين معروفين من مفاتيح النور الكهربائي. األول مفتاح إنارة واطفاء عادي بسيط قد يظن أنه ثنأئي النوع. فالمفتاح أما منار أو مطفى. يتشابه هذا النوع من المفاتيح مع األساليب أل يت يفكر بها كثيرون من اإلنجيليين فيما يتعلق بمعتقداتهم. فهم كثي ار ما يفكرون ببساطة في أمور يعرفونها وفي أخرى ال يعرفونها. "أنا أومن أن يسوع هو ابن هللا." "أنا أومن أن هللا واحد فى ثالثة أقانيم." هذه التوكيدات هي معتقدات ارسخة. ومع ذلك فعند اإلنجيليين قوائم من أمور يعتبرونها غير معروفة ومجهولة. "أنا ال أعرف كيف أن هللا الصالح يسمح بالشر." أنا ال أعرف متى سياتي المسيح ثانية." مثل هذه المقوالت تدل ع ىل أننا ال نعرف كيف نفكر. ومع ذلك عندما ننظر في نطاق األمور أل يت نعرفها كمسيحيين ونؤمن بها سوف نكتشف سريعا وباألحرى أن الموقف هو أكثر تعقيدا مما يقترحه النموذج ثنأئي النوعية. واآلن معظمنا مألوف لديهم )ألمعتأم : مفتاح النور الذى يضعف التيار ألكهربأئي تدريجيا( وهو النوع )ألذي يتحكم في درجة اإلضاءة ارتفاعا وانخفاضا(. هذا النوع من المفاتيح "مماثل". فالتيار ألكهربأئي ليس ببساطة مسألة إضاءة واطفاء لكن التيار يتدفق بالقوة تقريبا. من نواح كثيرة توفر مفاتيح النور المماثلة هذه نموذجا لتعيين الثقة أل يت يجب أن نحوزها في المواقف الالهوتية المختلفة. نحن نحوز أو نملك النطاق الكامل للثقة تقريبا في المواقف الالهوتية. 14

لنأخذ بعين اإلعتبار الطريقة أل يت بها نفكر في األشياء خارج نطاق الفكر الالهوتي. كل كائن بشري يؤمن في مجموعة وافرة من المعتقدات. مثال أنا أعتقد أنها سوف ال تمطر اليوم. أنا أيضا أومن أن لي عمال كأستاذ في كلية الالهوت. أنا أومن أن لي حفيدة. وبرغم أنني أستطيع القول أنني أومن أن كل هذه األشياء صحيحة فأنا ال أثق في هذه المعتقدات بنفس مستوى الثقة. أستطيع القول بأمانة أنه ال يتطلب الكثير لتغيير أعتقأدي بأنها سوف ال تمطر اليوم. وأن القليل من قط ارت المطر الساقطة على أرسي قد تجعلني أركض. ليس عندي الكثير من الثقة أبدا في مثل هذا أالعتقأد. واآلن سوف أضع ثقتي بان ين أقوم بعمل أستاذ فى كلية الالهوت مهما كان ألمستوى رفيعا. فأنا أملك كل أنواع التأكيدات بأن عملي التعليمي هو عمل مضمون. وحتى لو أنني تسلمت مكتوبا يخبرني بفقدان عملي فأن ين أرغب أن أتحقق من األمر شخصيا. لكن خذ بعين اإلعتبار أيضا ماذا يقتضيه األمر مني لكي أتوقف عن اإلعتقاد أن لي حفيدة! هناك الكثير ألذي يؤكد اعتقادي هذا باإلضافة أنها عزيزة عندي مما يتطلب األمر برهانا يصعب تصديقه حتى يجعلني أعتقد اعتقادا مختلفا. نحن أيضا نتمسك بمعتقداتنا الالهوتية بدرجات متفاوتة من الثقة. وفي تكون معتقداتنا درس سأبق تكلمنا عن كيف نسيجا من ألتبأدليأت ألمضاعفة. سيساعد أن نفكر أن هذا النسيج ذو ألتبادليأت المضاعفة باعتبار أن مفعولها موقوف مؤقتا في مجال التكوين "أل الب زمأتي". وعندما يقطع هذا المجال مقطعا عرضيا وقد انكشف ما بداخله سوف نرى نسيج معتقداتنا مرتبا في طبقات مت اركزة. وتمثل الطبقة الخارجية المواقف الالهوتية العديدة أل يت وثقتنا في هذه ضئيلة بسهولة. تنتمي ألى الحد ألخارجي لنسيج معتقداتنا. وسنجد أنفسنا نغير وننزع ونضيف ألى هذه األشكال من المعتقدات ويتكون مركز نسيجنا من جوهر معتقداتنا أشكال الفكر الالهوتي إليماننا أل يت مستويات الثقة. حتى أنه يصعب جدا التعديل الحذف أو اإلضافة إلى نتمسك بها باع ىل هذه المعتقدات الجوهرية ألننا إذا فعلنا ذلك سيحدث نوع من األثر التموجي ألماساوي وسنضطر أن نعيد تشكيل مساحة واسعة ألمور أخرى وأخي ار بين المركز نعتقد بها. والطبقة الخارجية هناك سلسلة من الطبقات مكونة تقريبا من أنسجة معتقدات منسوجة بشدة. والطبقات األقرب ألى ألمركز يصعب تعديلها. أما الطبقات األبعد تقل صعوبة تغييرها. 15

ي ف كمسيحيين نؤمن بأنواع كثيرة من األمور لكننا ال يجب أن نتوقع أننا نؤمن بها بنفس ألمستوى من ألثقة. ستسقط بعض المعتقدات على الحافة الخارجية وتسقط األخرى على المركز وألباقي بين ألحافتين. هي دائما مسألة أكثر أو أقل ثقة. هذا هو ما نعنيه عندما نقول أن الثقة متماثلة في الفكر الالهوتي. عملية ألم ارعاة أو أالختالفات واحت ارمها يقيم هذا الفهم لنسيج معتقداتنا سؤاال. بأي عمليات نعتقد بأننا قد فهمنا إعالن هللا فهما صحيحا وبحقيقة أكثر أو أقل وبشكل أوضح أن الروح القدس يعلمنا ويقنعنا من خالل عملية ألم ارعاة عملية تخضع فيها نفوسنا لتأثي ارت وسائل عديدة يستخدمها الروح القدس في تعليمنا. وقبل أن نتكلم مباشرة عن عملية ألم ارعاة البد أننا نميز بين الطرق العادية وتلك غير العادية أل يت بها يمدنا الروح القدس بالثقة في الفكر الالهوتي. هللا ويلخص إق ارر اإليمان "ألويستمينستري" تعليم الكتاب المقدس في العناية اإللهية بطريقتهم. في القسم الثالث من الفصل الخامس: تدبيرة العادي يستخدم الوسائل برغم أنه قادر أن يعمل بدونها أو بما هو أكثر منها أو يعمل بما هو مغاير لها وذلك حسب مسرته. الحظ كيف وصف تدبيرهللا هنا. هللا يتمم خطته عادة من خالل علل ثانوية وهو يستخدم أدوات سبق أن خلقها لكي يحقق بها أهدافه. لكنه في ذات الوقت ليس هللا محصو ار في هذه الطريقة العادية. فهو حر بصنع أشياء فوق عادية بدون أو بما هو أكثر من أو بمغاير لهذه األدوات المخلوقة. وبنفس الطريقة تقريبا من المفيد ان نميز بين الطرق العادية وتلك فوق العادية أل يت بها يعطينا الروح القدس ثقة في اإلعالن. من زمن ألى آخر يمنح الروح القدس بصائر واقتناعات قوية حتى وان لم نكن نبحث عنهم. تلك أل يت ترد ألى أذهاننا عندما لم نكن نتوقعها الت ازمات تزداد بداخلنا بدون أية تفسي ارت. وفي الكثير من مثل هذه المواقف يعمل روح هللا بدون أكثر أو مغاير للعلل ألثانوية ألذي هو عادة يستعملها. 16

هذه األعمال فوق العادية التى يقوم بها الروح هامة لكن في مجال الفكر الالهوتي ألمنهجي نحن نهتم أكثربالعمليات العادية أل يت يستخدمها الروح. وكما قد أرينا قبلت الكنيسة بثالثة طرق رئيسية يمنح الروح القدس عادة من خاللها أإلنارة عن طريق تحديد ثالثة مجاالت للتدريب الالهوتي المنهجي في كليات الالهوت: النصي للكتاب أوال قسم الد ارسات الكتابية من المنهج والذى يهتم بالتفسير ثانيا القسم العقائدي والتاريخي من المنهج وألذي يهتم بالتفاعل مع ألمجتمع المسيحي ثالثا القسم العملي الطرق العادية أل يت من المنهج وألذي يهتم بالحياة المسيحية. يمنحنا فيها الروح بثقة الهوتية نصفها كعملية م ارعاة أو إخضاع أنفسنا النصي للكتاب وألتفاعل في ألمجتمع ألمسيحي والحياة المسيحية. لتأثي ارت التفسير و يف في المقام األول ينير الروح القدس ويؤكد أثناء تعلمنا ألم ارعاة النصي للكتاب أي تعلم المها ارت أل يت المالئم للكتاب. حقل الشرح واحد من أهم الوسائل الفعالة الشائعة في مجال أإلنارة للمؤث ارت التفسيرية النصي للشرح بها نميز التعليم الكتابي هو وبناء الثقة. فهل ترغب أن تعرف ماذا أعلن هللا وهل تريد أن تتأكد من هذا اإلعالن حسب المعتاد يجب اننا نوظف المها ارت التفسيرية أل يت تجهزنا لنتعامل مع الكتاب المقدس بطريقة مالئمة. المقام ألثاني يستخدم روح هللا عادة التفاعل في ألمجتمع ألمسيحي لكي ينير أذهاننا ويثبت النصي المباشر هو ألتأثير الوحيد ألذي نحتاجه في الفكر الالهوتي. نحتاج اقتناعاتنا. فليس الشرح النصي أيضا إلى مساعدة اإلعالن العام وخاصة التفاعل مع الناس اآلخرين. في الواقع الشرح ألمباشر بمعزل عن ألمجتمع ألمسيحي خطر جدا. وبالمعنى الواسع أقام هللا بالتفاعل مع كل البشرية لمساعدتنا. أما التفاعل بين المؤمنين حيث يسكن الروح القدس في ملئه فهو هام في العملية التفسيرية. ألماضي عندما نتفاعل وسط ألمجتمع ألمسيحي فنسال هذه أألسئلة "ما لذي اعتقدته الكنيسة في بشان هذه المسائل.وماذا يقول المؤمنون األتقياء اليوم من حولي عن هذا األمر أو ذاك وما هي أ رأئي الشخصية مقارنة بآ ارء اآلخرين " و يف المقام الثالث تلعب الحياة المسيحية العملية دو ار هاما في القدس. فأشياء منحنا الثقة بأننا نتبع قيادة الروح مثل اختبا ارت النجاح والفشل الصلوات العبادة وخدمة هللا هي أبعاد و أدوات أإلعالن العام. والروح عادة يستعملها إلنارة وأقناعنا في المواقف أالهوتية. من نحن وماذا نختبره في 17

حياتنا ألجل المسيح هو تأثير ثالث ورئيسي الذي به يجب أن ن ارعي المسيحية في تزويدنا بالثقة بأننا قد فهمنا إعالن هللا فهما صحيحا. يستخدم الروح القدس الحياة التصنيف المناسب لمستويات الثقة أالن نحن في موقف إلحضار التصنيف المناسب لمستويات الثقة أل يت عندنا في المعتقدات المختلفة. سوف نعود مرة بعد األخرى ألى الحديث في مفهوم "التصنيف المناسب" في هذه الدروس لكن سيساعد أن نمهد هنا للفكرة الرئيسية. دعني أقترح نموذجا يساعد في فهم كيف يتم استخدام طريقة التصنيف المناسب للمعتقدات. وأنا ادعو هذا النموذج "وعاء اليقين". تخيل أننا ننقل جزءا من مجال نسيج معتقداتنا بإحداث ثقب في وعاء بحيث يمتد من الحافة الخارجية ألى المركز. ويشكل الجزء أالع ىل من الوعاء معتقداتنا المركزية وقاع الوعاء الحافة الخارجية لمعتقداتنا. أما الجزء أألوسط فيشكل المعتقدات أل يت نتمسك بها بدرجات متفاوتة من أالقتنأعأت. واحدة من مسئولياتنا الرئيسية كمسيحيين هي أن نحدد أي مستوى نضع معتقدات معينة. نريد أن نعرف أين يجب أن نضعه في وعاء اليقين. هل يجب أن نضعه في القمة حيث المستويات أالع ىل لليقين أو في القاع حيث درجات القياس أألدنى لليقين وكما ذكرنا أن الروح القدس سوف يخلق في أوقات معينة مستويات من اليقين بداخلنا بطرق فوق عادية. وقد نجد أنفسنا مقتنعين تماما بشي ما مع مبرر ضئيل. وقد نشك في وجهة نظر ما ونحن ال نملك تفسي ار لذلك. هذه األعمال ألفوق العادية لروح هللا اليجب تجاهلها. لكن ما هي الطريقة العادية أل يت بها يقودنا الروح لتقرير أين نضع المعتقدات في وعاء اليقين قد نقول في لغة عامة أنه مع استثناءات نادرة يجب أننا نرتب مستوى ثقتنا مع نتائج الم ارعاة األمينة لتأثي ارت ألشرح النص الكتابي ألمجتمع ألمسيحي والحياة المسيحية. النصي للكتاب والمجتمع والحياة واآلن على الصعيد العملي يتطلب منا اإلذعان لتأثي ارت الشرح النصي للكتاب المسيحية أن نسأل سؤالين رئيسيين. األول ما هو قدر اإلنسجام الكائن بين الشرح مع ألمجتمع والحياة المسيحية في موضوع معين كلما كان اإلنسجام الكائن أكثر كلما امتلكنا ثقة أكثر بأننا قد فهمنا مسألة ما فهما صحيحا. تنافر هام هل يتغلب وزن أحد التأثي ارت بصورة فعالة على األخرى والسؤال ألثاني فقد نصوغه كما يلي عندما يكون هناك 18

عندما يكون وزن واحد أو اثنين من التأثي ارت ثقيال نميل أن نضع هذا المعتقد مع ألمستوى أألعلى في وعاء اليقين. واال فنحن نميل أن نضع هذا المعتقد مع ألمستوى أألدنى في وعاء اليقين. اآلن يجب أن يكون واضحا عندنا أنه ال توجد طريقة آلية لفهم مهمة "التصنيف المناسب" وال يوجد عملية حسابية الستعمالها. بل هي عملية فنية أكثر منها علمية وعلينا باستم ارر السعي نحو بركة صي للكتاب وبالتفاعل هللا ونحن نؤدي هذا المهمة.مع ذلك واذ نورط أنفسنا في: التفسير بالشرح الن مع المجتمع ألمسيحي والحياة المسيحية سوف يقودنا الروح القدس نحو هدف تصنيف وترتيب عقائدنا في وعاء اليقين. اكتشفنا في هذا الدرس كيف نعتمد على اإلعالن اإللهي. وقد أرينا أن هللا أعطانا إعالنين يجب أن نعتمد عليهما معا. وقد الحظنا أيضا أن استخ ارج الفكر الالهوتي من مصدر اإلعالن أصيب بالضرر من الخطية غير أنه أب عد ع ىل بالروح القدس. و أخي ار أن اإلخضاع للكتاب والتفاعل في ألمجتمع ألمسيحي وفي الحياة المسيحية صي لتأثي ارت الشرح الن سيسأعدنا في تحديد أية مستويات من ألثقة هي المناسبة. بهذه المفاهيم في أذهاننا سنستطيع ألتقدم نحو هدف بناء فكر الهوتي يعتمد اإلعالن. 19